.
يعتبر
دير تل مار الياس موقع حج مسيحي ذا خصوصية وأهمية كبيرة، حيث يصادف يوم الحج
الأرثوذكسي في الثاني من آب، وأُقيم احتفال في موقع مقام مار الياس الأثري النبي
ايليا الغيور بمحافظة عجلون، حيث عراقة وقدسية المكان.
واستهل
الحج بقداس إلهي ترأسَهُ سيادةُ مطران الأردن للروم الأرثوذكس خريستوفوروس الذي
تحدث عن عظمة الموقع وخصوصيته السياحية والدينية والتاريخية.
جاء
في عظته إنّها بركةٌ عظيمةٌ أن نكونَ في هذا المكانِ المقدّس ، الذي كان يعجُّ
بالحياةِ الرّهبانيّةِ في القرنِ الرّابعِ والخامسِ الميلادي ، والتي تُعتَبرُ
جزءًا من هويّةِ بلادِنا المقدّسةِ التي شهدت وتشهدُ إلى اليومِ التّنازُلَ
الإلهيَّ لأجلِ خلاصِ البشر ،وتبع حديثه انه وجودنا اليومَ في موطنِ النّبيّ
الغيورِ إيليّا في الأردنّ ، هذا النّبيّ الذي أحبَّ الإلهَ الحقيقيّ قبلَ 800
عامٍ من التَّجَسُّدِ الإلهيّ ، يرسلُ لنا معَ جميعِ أنبياءِ العهدِ القديمِ
وشفيعِ الأردنّ يوحنّا المعمدان وقدّيسي العهدِ الجديدِ كي نهتمَّ بخلاصِ نفوسِنا
مُنَقّينَ قلوبَنا وأفكارَنا خاليةً من التّشويش ، مرتَوينَ من نبعِ آباءِ
الكنيسةِ القدّيسين.
وبما
أن موقع مار الياس من مواقع الحج المسيحي يجرى العمل حاليا على ترميم الموقع
والحِفاظِ عليه حيث وقّعَ صاحبُ السّيادةِ المطران خريستوفوروس مطرانُ الأردنّ
للرّومِ الأرثوذكس إتّفاقيّةً مُشتَرَكَةً ثلاثيّةَ الأطرافِ بين المملكةِ
الأردنيّةِ الهاشميّةِ ممثَّلَةً بوزارةِ السّياحةِ والآثارِ الأردنيّة ورئيسةِ
المركزِ الأوروبيّ للآثارِ البيزنطيّةِ في اليونان
وتنصُّ
الإتّفاقيّةُ على القيامِ بمشاريعَ تهيئةٍ وحمايةٍ وحفظِ وتعزيزِ الموقعِ الأثريّ
لمار الياس، وتشملُ ترميمَ البقايا المعماريّةِ للموقِعِ والأرضيّاتِ
الفُسَيفسائيّة، والعملِ على تحسينِ وتسهيلِ زيارتِه، من خلالِ فِرَقٍ
مختصَّةٍ بهذا المجال.
ويشكِّلُ
موقعُ مار الياس في محافظةِ عجلون في الأردنّ بقايا كنيستَين رومِيَّتَين. وتعودُ
الكنيسةُ الأصغر، التي كُشِفت عام 2001، إلى القرنَين الرّابعِ والخامسِ بعد
الميلاد، بينما تعودُ الكنيسةُ الكبيرة، التي كشِفت العام 1999، إلى القرنِ
السّادسِ وتُعّدُّ من أكبرِ الكنائسِ الرّوميّةِ في الأردنّ. تتميّزُ الكنائسُ
بالمنحوتاتِ الرّخاميّةِ والأرضيّاتِ الفُسَيفسائيّة.
وترجِعُ
تسميةُ مار الياس إلى نبيِّ الله إيليّا التّسبيتيّ كما تشيرُ النّصوصُ المكتوبة
بالّلغةِ اليونانيّةِ على الّلوحاتِ الفُسَيفسائيّة هناك.
ويشهد
تل مار الياس حركة سياحة نشيطة طوال العام سواء وياتي اليه السواح من كل
أنحاء العالم للحج واخذ بركة المكان ومشاهدة المناظر الخلابة المطلة على الضفة
الغريبة ، وارث تاريخي وقدسية المكان .