يشهد تل مار إلياس في محافظة عجلون احتفالات سنوية في ٢٠ تموز لكنيسة اللاتين ، وفي الثاني من شهر آب للكنيسة الأرثوذكسية. 

ويعود تاريخ هذا المكان السياحي الديني إلى نبيّ الله إيليا التّسبيتي، المنحدر من قرية تشبي القريبة، حيث انه صعد إلى السماء واختفى في العاصفة في هذه البقعة شرقي الأردن قرب أريحا، وعلى بعد رمية حجر من عين الخرار.

وتشهد آثار هذه المنطقة على تكريم الأجيال المسيحية الاولى لإيليا على هذه التلة حيث عثر على قطع من النقود في هذا الموضع التي تعود إلى فترة ما قبل الميلاد وكذلك نقود الحكام الرومان الإداريين من سنة ٦ قبل المسيح إلى سنة ٦٠ بعد المسيح.

ويمتاز هذا الموقع بأنه موقع حج مسيحي يشهد إقبالا كبيرا من مختلف دول العالم من المؤمنين لأخذ بركة هذا المكان، وانطلاقا من قداسته، أُقيمَ احتفال برعاية السفير البابوي (سفير الفاتيكان لدى الأردن) المطران جوفاني دال توسو، بعيد النبي إيليا (مار الياس)، وتصادف هذا العام الذكرى الخامسة والعشرون على اكتشاف هذا الموقع الأثري الهام.

وشارك في القداس عدد من الكهنة، وبالأخص الأب سلام حداد، راعي كنيسة مار الياس في بلدة الوهادنة، وعدد من المؤمنين القادمين من كنائس محافظة عجلون. 

ويُقام القداس بالتعاون مع وزارة السياحة، ويتم إحياء عيد مار الياس الذي ولد في "تشبه" جلعاد (تُسمى الآن لستب) حوالي القرن التاسع قبل الميلاد.

وتمّ في عام 1999 الكشف عن كنيسة ضخمة ترجع إلى بداية القرن السادس الميلادي حيث رصفت أرضيتها بالفسيفساء الملونة. كما تم الكشف في عام 2001 عن كنيسة أخرى أصغر حجمًا من الكنيسة الأولى وتقع بمحاذاتها من الجهة الغربية. وللتمييز بينهما فقد أطلق على الكنيسة الأولى "الكنيسة الكبرى أو العليا" والكنيسة الثانية "الكنيسة الصغرى أو السفلى".

ومنذ عام 2000 اعتمد الفاتيكان هذا موقع مار إلياس من خمسة مواقع رئيسية للحج المسيحي في الأردن، وفي العام المقبل سيُدعى المؤمنون في مختلف انحاء العالم للقيام برحلات حج الى الاماكن المقدسة، وسيتم تسليط الضوء على الأماكن المخصصة للحج في مختلف أنحاء العالم ومنها المواقع التاريخية والدينية الموجودة على الأرض الأردنية المقدسة.

ويذكر أنّ المسيحيين المؤمنين ورثوا تكريم النبي إيليا في هذا المكان بحكم انه تقليد كتابي وتم وتخصيص أيام من العام لإقامة الاحتفالات فيه.

المكان شاهد منذ مئات السنين على الإيمان المسيحي القويم ويعتقد الحجاج بضرورة زيارة هذا المكان المقدس حيث يتردد صوت النبي ايليا الى هذا اليوم في الوديان الهادئة، وفي أرض القداسة.