.
تعتبر
مدينة البتراء الوردية تحفة أثرية فنية دينية تاريخية، خلّدت عبقرية الانباط،
وكانت عاصمتهم وحققت في زمنهم وجودا سياسيا وتجاريا وفنيا وحضاريا لا مثيل
له.
البتراء
مُدرجة منذ عام 1985 ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وفي عام 2007 تم
تسميتها ضمن عجائب الدنيا السبع. وتعتبر واحدة من أغنى وأكبر المواقع الأثرية في
العالم والتي تقع وسط مناظر طبيعية من الحجر الرملي الأحمر.
وتعد
البتراء مكانًا ذا أهمية دينية، حيث وردت في الكتاب المقدس/ العهد القديم لأنها
كانت جزءًا من الطريق الذي سلكه موسى في رحلة الخروج، وكذلك يوجد فيها مقام النبي
هارون غرب المدينة، ويمتاز بقبته البيضاء.
واكتشف
البتراء الرحالة السويسري بركهارد عام 1812ويقول إن البدو المحليين اخبروه عن قبر
هارون وعن وادي موسى.
وعن
دخول المسيحية في البتراء تقول المصادر التاريخية إن ملوك البتراء اهتموا بحفر
قبورهم وهياكل آلهتهم في الصخر الوردي الذي امتازت به جبالهم وزينوها بالنقوش
الجميلة.
وقد
دخلت المسيحية في البتراء منذ بداية انتشارها وعندما اعتنق الجميع المسيحية حوَّل
سكانها عددا من قبورهم التي حفروها إلى كنائس.
وفي
العهد البنزنطي كانت البتراء مركزا أسقفيا وتم تحويل القبور إلى كنائس فعلياً قبل
عشر سنوات، وعثر على الكنيسة الكاتدرائية التي بينت على اسم السيدة المباركة كلية
القداسة المجيدة ام الله مريم كلية الطهارة.
وكان
هيكل الكنيسة من الرخام وارضيتها مزينة بالفسيفساء وعثر على غرفة بالقرب
منها كانت ارشيفا للوثائق المكتوبة باللغة اليونانية، وحديثا تم اكتشاف عشر كنائس
ومازالت الحفريات مستمرة.
لكن
الكاتدرائية البيزنطية التي تعود للقرن الخامس لم يتم اكتشافها إلا في عام 1990
بعد إضافة البتراء إلى قائمة المواقع التاريخية المسيحية.
يجمع
السائح في زيارته للبتراء روائع الفن والحضارة والجمال والتاريخ الديني، فيبدأ في
زيارة البتراء بالدخول إلى السيق الذي هو كلمة سريانة تعنى ممرا ضيقا بين الصخور
الوردية والمدخل الرئيسي للمدينة، وعلى جانبيه حفرت قناة لتزويد المدينة بالماء،
وفي نهاية السيق يرى السائح خزنة فرعون وهي قبر قد يكون لملك الانباط الحارث
الثالث ( ٨٤-٥٦قبل الميلاد) وكذلك المدرج الروماني الذي يتسع لأكثر من ثلاثة
آلاف شخص.
وفي
الجهة المقابلة للمدرج مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر، ويقع المذبح بين خزنة
فرعون والمدرج الروماني، وأما قصر البنت فكان هيكلا بناه الأنباط في القرن الاول
قبل الميلاد تكريما للإله ذي الشرى، وأما الدير فكان هيكلا وثنيا حوَّلهُ
المسيحيون فيما بعد إلى كنيسة.