.
لأول مرة منذ 1400 عام أقامت مطرانية
الروم الأرثوذكس قداسا إلهيا في كنيسة القديس ملاخيوس الرومية الأثرية في مكاور
مادبا في منتصف حزيران الحالي.
وتقع كنيسة ملاخيوس ضمن مجموعة من
البيوت التراثية في قرية مكاور وقد اكتشفت الكنيسة في 1990 من خلال دائرة الآثار
العامة.
بنيت الكنيسة على المخطط البازليكي وتتكون من دائرة وجناحين ومن حنية
نصف دائرية داخلية وغرفتين جانبيتين, واستخدمت الحجارة الكلسية في بناء هذه
الكنيسة.
الحفريات الأثرية عثرت في الموقع على
أرضيات فسيفسائية مدمرة نتيجة التعدي على الكنيسة بالبناء فوق أجزائها وبقاء أجزاء
من الأرضيات داخل الغرف الجانبية وفي الغرفة الجنوبية على أشكال وريدات وفي الغرفة
الشمالية تتشكل من قطع حجرية بيضاء.
وقد أدت إضافة مقاعد رجال الدين والمذبح داخل
الحنية حسب الدلائل الأثرية إلى تدمير الأرضية الفسيفسائيّة، ووجدت كتابة
في الجناح الشمالي تتضمن الرحمة والعون (لسيرجيوس ) (وجارجوس) . أما كتابة الإهداء
فقرئ منها اسم الأسقف ملاخيوس ومن هنا
أخذت تسمية الكنيسة.
وترجع الكنيسة في تاريخها إلى النصف
الأول من القرن السابع الميلادي اعتمادًا
على ذكر اسم الأسقف ملاخيوس والذي يعتقد أنه كان أسقفًا في أبرشية مادبا آنذاك.
ومن المعثورات التي وجدت أثناء التنقيب
صليب برونزي كبير في الغرفة الشمالية للكنيسة
وقاعدة حجرية يرتكز عليها المذبح.
إلى ذلك، ترأسَ صاحبُ السّيادةِ
المطران خريستوفوروس مطرانُ الأردنّ للرّومِ الأرثوذكس خدمةَ القدّاس الإلهي في
كنيسة القدّيسِ ملاخيوس الرّوميّةِ الأثريّةِ في مكاور - مأدبا لأوّلِ مرّةٍ بعد
1400 عام من العصرِ الرّوميّ البيزنطيّ، بالتّعاونِ مع وزارةِ السّياحةِ والآثار.
واللافت كان مشاركَة عدد من الآباء
الكهنة الخدمةِ وكذلك بحضورِ راهباتِ دير ماكرينو - القدّيسِ يوحنّا المعمدانِ في
اليونان، وعددٍ من الشّخصيّاتِ العامّةِ والدّبلوماسيّة وجمع من المومنين.
وبعد القداس استعرض صاحب السيادة
التّاريخ الرّوميَّ البيزنطيّ في منطقةِ مكاور، وكيف ازدهرت المَسيحيّةُ في
القرونِ الأولى حيث حدّدتِ الكنيسةُ المقدسيّةِ في القرن الرّابعِ أسقف بمسمّى
كنسيّ: رئيس أساقفةِ نهرِ الأردنّ، وكان مسؤولًا عن جميعِ الأديرةِ الموجودةِ في
المنطقةِ آنذاك ضمنَ أبرشيّةِ نهرِ الأردنّ، وأشارَ أيضًا إلى حياةِ الرّهبنةِ
التي كانت مُنتشرةً في مكاور وما حَولها، ضارعًا للعملِ الجادِّ الى تحويلِ ضوضاءِ
المدنِ الى سلامِ وهدوَءِ الصّحراءِ بالنّسكِ.
وتطور وزارة السياحة ومطرانية الروم
الأرثوذكس الموقع الأثري الرّوميّ مكاور حيث قطع رأس يوحنا المعمدان، وكذلك
لإعادةِ الحياةِ الرّوحيّةِ في المناطقِ الأثرية وأيضاً لزيادة أعدادِ الزّوّار
لمنطقة مكاور لنوالِ البَرَكةِ منها وإطالةِ إقامةِ السّوّاحِ في مدينة مأدبا.
وكما تشير المعلومات أن مطرانية الروم
الأرثوذكس بصدد ترميم واعادة بناء الكنيسةُ الرّوميّةُ (البيزنطيّة) الأثريّةُ –
على اسمِ القدّيسِ ملاخيوس والواقعة بجانبِ جبلِ مكاور حيث الموضعُ الذي سُجنَ فيه
القدّيسُ يوحنّا المعمدان وقَطعَ رأسه الملك هيرودس أنتيباس، بُنيَت في القرنِ
السّادسِ الميلاديّ وتحتوى في وسطها على أرضيّات فسيفسائية مميزة وكتابات باللغة
اليونانية وتعتبر من اكبر الكنائس الموجودة بجانب جبل مكاور.