.
يعتبر
مزار النبي ايليا (مار الياس) من أهم المواقع التاريخية والأثرية والدينية في
الأردن وله قداسة خاصة عند المسيحيين.
يقع تل
مار الياس في شمال غرب عجلون بين بلدتي اشتفينا والوهادنة ويرتفع فوق جبال ارتفاعه
900 متر عن سطح البحر وعليه آثار كنيسة من العهد البيزنطي وتم العثور على نص
بالكتابة اليونانية على أرض فسيفساء وجاء ذكر النبي إيليا بالاسم صراحة فيها
ويراها الزائر بشكل واضح.
ورغم
قداسة المكان وعمره التاريخي لكن ذاع صيته بعد آذار عام 2000، عندما جاء
قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وزار الموقع حيث حجَّ وصلى بهذا المكان. وتم
اعتماده موقع حج رسميا، وجرى اعتماد 20 تموز من كل عام يوم حج مسيحي لمزار مار
الياس الذي يُخلد ذكرى النبي ايليا، ويقام بهذه المناسبة قداس احتفالي في
الموقع.كما أعطت الكنائس الرسوليه اهميه كبيره للمكان إذ يتخذه الارثوذكس
موقع حجيا سنويا في عيد النبي ايليا ويتوافد عليه المؤمنون من داخل وخارج
الأردن
المزار
عبارة عن مطل وتل عالٍ يصل
الزائر
بسهولة اليه بحكم توفر وسائط النقل، ويشاهد من المرتفع والقرى المجاورة شمال
فلسطين، ويستمع الزائر إلى دليل سياحي متواجد هناك يشرح دلالة المكان وقصة النبي
إيليا في الانجيل المقدس وكيف رفع الرب ايليا النبي في العاصفة نحو السماء
كما ورد في سفر الملوك الثاني.
وتتجلى
قداسة المكان بشواهد دينية حيث يتواجد بقايا الدير الذي يعود إلى العهد الروماني
المتأخر والعهد البيزنطي المبكر، وكذلك الكنيسة العليا، وتبلغ مساحتها 1430
متر مربع وهي على شكل مستطيل والهيكل مبنى من الرخام الأبيض، ولها ساحة مكشوفة،
وغرفة تعميد تتكون من جرن مستطيل الشكل وله فتحة سداسية الشكل كان يستخدم للتعميد،
والعديد من آبار التعميد، كما يشاهد الزائر ألواح رخامية عليها كتابات
يونانية وأرضيات فسيفسائية.
أما
الكنيسة الصغيرة فلها صحن واحد ومدخلان وأرضية مغطاة بطبقة من الفسيفساء الملونة
ومحاطة بصلبان واشكال هندسية.
تفاصيل
المزار كثيرة من حيث الدلائل التاريخية وآثار الكنائس، ويختم الزائر الجولة
بالجلوس والراحة تحت شجر الامنيات، كما يوجد في الموقع شجر البلوط وجرت العادة انه
يتم الصلاة وكتابة الأمنيات لكل شخص وتعلق على أغصان الشجر على أمل أن تتحقق.
وحاليا
يتم اعادة ترميم المزار من قبل مطرانية الروم الأرثوذكس ووزارة الثقافة السياحة
اليونانية الآثار ، وذلك ليتم اكتشاف اكبر جزء من الأرضيات الفسيفسائية ليكون
مكانا روحيا بعيدا عن صخب هذا العالم