يتجه المؤمنين إلى مزار سيدة الجبل في مدينة عنجرة في محافظة عجلون، شمال الأردن، تكريماً وابتهالاً لمريم العذراء والدة الإله والشفيعة المنقذة من الشدائد والضيق.

ويعتبر مزار وكنيسة سيدة الجبل من المواقع الخمسة التي اعتمدها الفاتيكان للحج المسيحي في الأردن عام 2000. 

وفي الجمعة الثالثة من شهر حزيران يقام سنويا احتفال في مزار مريم العذراء سيدة الجبل، إذ يترأس الاحتفال غبطة البطريرك الأورشليمي اللاتيني واساقفة كاثوليك.

تبدأ زيارة الحجاج قبل احتفال حزيران السنوي بأسبوع وتستمر بعده أسبوعاً أيضاً، وفي اليوم الرئيسي يزيد عدد الحضور عن ألفي حاج، علماً أنّ مزار سيدة الجبل يعتبر المزار الوطني للمسيحيين في الأردن.

يشاهد الحجاج تمثال “سيدة الجبل” المصنوع من خشب السنط الصلب جدا (الأكاسيا) وهو مُغطى بطبقة من الجبس ويُتوقع عمره ما بين 150 الى 200 سنة، وقد نُحت في ايطاليا. 

ويُمثل هذا التمثال منظرا رائعا للقلب الطاهر منحوتا على صدر التمثال، والعذراء حاملة الطفل يسوع بين ذراعيها، مُشيرا بيده إلى قلب العذراء الطاهر، في حين تعود  تسمية سيدة الجبل إلى الطبيعة الجغرافية الواقع عليها هذا المزار في سلسلة جبال جلعاد الشهيرة. 

في عام 1932، شاهد الأب أنجيلوا فوريستوا، كاهن رعية عنجرة تمثال سيدة الجبل في البطريركية اللاتينية في القدس، وأراده لرعيته، حيث أحضره ووضعه أولا في كنيسة صغيرة كانت بيتاً للكهنة، ثم تمّ بناء مغارة صغيرة في ساحة الدير، وبقي على هذه الحالة حتى سنة 1970، حيث قام الأب يوسف النعمات ببناء وتوسيع المزار ليتسع لعدد أكبر من الزائرين.

شهد مزار سيدة الجبل تحديثا في عام 2009، وتمّ ترميم التمثال على يد النحّات الإنجليزي Ian Knowles، الذي رسم أربعة أيقونات تمثل أسرار المسبحة الوردية .                                                       

عندما يصل الزائر إلى المزار  يشاهد رواقين كبيرين في البناء الخارجي للمزار، ويغطي هذان الرواقان تلك الأيقونات المصنوعة من الخشب المقوى، وقد استخدم  الفنان مواد طبيعية كانوا يستخدمونها بالرسم على زمن السيد المسيح خصوصا في الفن الفلسطيني ورقائق الذهب كأساس للوحات وثياب العذراء، وبهذه الطريقة اراد الفنان أن يكون الرسم على الطراز الفلسطيني القديم.

 ويستقبل مزار سيدة الجبل الحجاج طوال العام .