.
تعتبر
خريطة مادبا الفسيفسائية الموجودة في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس أقدم
خريطة مصورة عن الأردن وفلسطين ومصر وتوصف أنها خريطة الأرض المقدسة، وهي واحدة من
أجمل الكنائس في العالم، ولأهميتها البارزة ينطلق مسار الحج السياحي في مادبا
منها، فهي مدرجة ضمن مواقع الحج المسيحي.
وميزة
كنيسة الخريطة أنها تحتوى على أقدم خريطة مصورة للأرض المقدسة، حيث أن الخريطة جزء
من أرضية فسيفسائية ضمن كنيسة بيزنطية قديمة يعود تاريخها إلى النصف الثاني من
القرن السادس للميلاد، وتصف منطقة الشرق المتوسط في العصر البيزنطي وتشكل مدينة
القدس مركزا لها، وكذلك تظهر فيها عدة مواقع في فلسطين والأردن وقسم من مصر وجنوب
سوريا.
مساحة
الخريطة الأصلي كانت بطول 24 متراً وعرضها 6 أمتار، وتحتوي على 2.6 مليون قطعة
فسيفساء بألوان مختلفة وكل لون له رمز، وهي الواجهة السياحية الأولى للزائر في
مادبا، وتروى تاريخ الأردن المقدس وتتضمن كثيراً من الأماكن الواردة في الانجيل،
خصوصاً إنجيل يوحنا وتقدم معلومات وافية عن التاريخ البيزنطي.
أبرزت
الخريطة طبيعة الأردن وفلسطين ومصر، وأظهرت مدينة القدس وكنيسة القيامة
ومناطق أخرى مثل "باب العمود" في المدينة المقدسة، كما تظهر مدن أخرى
مثل الكرك واللد، وكذلك تظهر في الخريطة التضاريس الطبيعية من أودية وجبال
وسهول.
يحتاج
السائح إلى نصف ساعة، ليشاهد الخريطة ويستمتع خلالها إلى شرح عن تاريخ الكنيسة،
وفي هذه الأثناء يشاهد أقواس الحديد أمام الهيكل ثم الأيقونات والجداريات التي
تجسد حياة المسيح من ولادته إلى حين الصلب والقيامة، وكذلك يستمع إلى معلومات عن
الخريطة ومعالمها، علماً أنّ الرهبان استغرقوا سنتين ونصف في رسمها.
اكتسبت
الخريطة داخل الكنيسة طابعاً دينياً خلال الفترة البيزنطية في الأردن، وظلت معلماً
معرفيا بارزا، ولكنها تعرضت إلى أضرار بسبب العوامل الطبيعة والهزات
الأرضية، ولذلك تراجعت مساحتها طولياً إلى 15 متراً.
تشهد
كنيسة الخريطة فعاليات وصلوات يومي الأحد والجمعة طوال العام، وتستقبل السياح برسم
دخول لا يزيد عن دينار أردني (1.5 دولار).