يحظى جبل نيبو بمكانة سياحية ودينية كبيرة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث،  المسيحية والإسلام واليهودية، فهذا هو المكان الذي صعد فوقه النبي موسى ورأى الأرض المقدسة لآخر مرة قبل موته.

 يبعد جبل نبو نحو 30 كيلومتر عن العاصمة عمّان ونحو 10 كيلومترات عن مدينة مادبا الأثرية والسياحية، ويرتفع أكثر من 800 متر عن سطح البحر ، إضافة إلى أنه يُطل على مصبّ نهر الأردن وعلى الأراضي المقدسة. 

كما يُعرف جبل نيبو باسم صياغة التي هي كلمة سريانية تعني الدير، حيث أنّ الموقع يزخر بالأديرة، ويعود  إلى القرن الرابع الميلادي، وكان مكونا من ثلاث بنايات قائمة حيث المذبح الآن، وكان لهذا المكان المقدس دهليز مخفي كبير يضم عددا من القبور المزخرفة بالفسيفساء، أما الكنسية ذات الصحون الثلاثة فقد بُنيت عام 597 ميلادية في عهد سرجيوس اسقف مادبا، وقد أضاف اليها سنة 608 كنسية صغيرة للعذراء مريم ام الرب يسوع.

تستغرق رحلة الحج المسيحي إلى جبل نيبو ساعة واحدة، حيث يشعر السائح بروحانية المكان، وعند وصوله ينطلق نحو رحلة الصعود إلى القمة سيراً على الأقدام ويستطيع إلقاء نظرة إلى الغرب حيث نهر الأردن الذي تعمّد فيه المسبح، وكذلك القدس وبيت لحم.

يشاهد السائح نُصُب السلام الذي دشن عام2000 في عهد البابا يوحنا بولص الثاني رحمه الله عند زيارته للأردن وإعلان جبل نيبو موقعا عالميا للحج المسيحي، كما يصل السائح إلى ينابيع موسى التي كانت منتشرة في جبل نيبو ووقف عندها النبي موسى حسب المصادر التاريخية والدينية.

النصب التذكاري عبارة عن سارية عمود على شكل صليب عليها أفعي يصل طولها لأربعة أمتار، ذات رموز دينية، ومن ثم يزور السائح مزار كنسية النبى موسى، حيث يقوم بإضاءة الشموع والصلاة أو إقامة قدّاس كما يفعل كثير من السيّاح. 

ويكمل الزائر رحلته بزبارة خربة المخيط  الأثرية التاريخية التي تضم كنائس قديمة مزينة بأرضيات فسيفسائية، ثم يختم رحلته بزيارة متحف الحكاية الذي يحتوي على منتجات تمثّل المعالم الدينية والتاريخية والثقافية الأردنية.

يحتوي المكان على استراحة صغيرة ومرافق أخرى ورسوم الدخول إليه لا تزيد عن خمسة دولارات (ثلاثة دنانير أردنية).