إلى الجنوب من العاصمة الأردنية عمان، تقع مدينة مادبا الشهيرة بخريطة الفسيفساء والمواقع الدينية والسياحية المتعددة، إضافة إلى العمق التاريخي والحضاري للمدينة التي ذكرها المستشرقون والمؤرخون في كتبهم.

الوصول إلى مادبا سهل جداً لتوفر كل أنواع المواصلات، ولقربها من عمان (30 كيلومتر) وقد اعتمدها الفاتيكان كموقع للحج المسيحي، وحصلت المدينة على لقب عاصمة السياحة العربية لعام ٢٠٢٢، كما أن التاريخ المسيحي ذكر مادبا صراحةً سنة ٤٥١ وكان ذلك في المجمع المسكوني الرابع وفي حضور أسقفها العربي قايا نوس أسقف مادبا في ذاك الوقت. 

 تمتاز مادبا بوفرة اللوحات الفسيفسائية، بسبب وجود مدرسة لتعليم هذا الفن منذ العهد الوثني وتابعت ازدهارها في العهد المسيحي وانتجت فسيفساء في مادبا وجبل نبو وماعين ومعظم والكنائس المنتشرة فيها، حيث يجد السائح أقدم خرائط العالم مصنوعةً بإتقان وفن من ألوان الفسيفساء التي هي عبارة عن صور مصنوعة من مربعات الحجارة الصغيرة بألوان مختلفة.

زيارة مادبا تبدأ من مركز الزوّار وهو بيت قديم جرى ترميمه ويعود للقرن التاسع عشر، والمركز مجهّز لترتيب رحلة السائح إلى المدينة وتاريخها، حيث يستطيع مشاهدة جدارية كبيرة تروي تاريخ مادبا.

يتجه السائح نحو الشارع السياحي في وسط المدنية ومتاجرها التي  تحتوي على الهدايا والتحف التذكارية والأيقونات وبعض الصناعات المحلية المعتمدة على الفسيفساء، ثم يتجول في عدد من الكنائس الفريدة والقديمة، مثل كنيسة "خريطة مادبا الفسيفسائية" الموجودة في كنيسة القديس جاورجيوس الروم الأرثوذكس، وهي أقدم خريطة مصورة عن الأردن وفلسطين ومصر.

أما كنيسة الرُسُل في مادبا فتحتوي على لوحة فسيفساء تمثّل شجرة رمان لها سبعة أغصان متناسقة من الجهتين وقد التفتت عليها من الخلف شُجيرتا عنب (كرمتان)  ومن جانبي الشجرة كبشان. 

الحج الديني لا يكتمل إلا بزيارة مزار قطع رأس يوحنا المعمدان وقلعة مكاور ( مكاريوس) التي كانت قصرا وحصناً لهيرودوس، حيث يقع القصر على تلة مطلة على البحر الميت، وينتهي المسار السياحي بالتوجه نحو غرب مادبا إلى مزار النبي موسى "جبل نيبو" وهو أحد مواقع الحج المسيحي المعتمد من الفاتيكان عام ٢٠٠٠، ويقف السواح هنا في المكان الذي وقف فيه موسى قبل وفاته وهو يلقي النظرة الأخيرة على الأراضي المقدسة.

يدفع السائح رسوما رمزية لكل المواقع التاريخية والدينية، وهناك تذكرة موحدة لكل المواقع السياحية بسعر رمزي، ويجد في مادبا كافة التسهيلات السياحية والمرافق المتطورة.