.
تحتضن
غابات دبين الحرجية دير السيدة العذراء ينبوع الحياة للراهبات على بعد ثلاثة
كيلومترات من متنزه دبين في جرش، حيث يتجه نحوه السياح والمؤمنون لأخذ
البركة الروحية، لأن هدف زائر الدير الاطلاع على تفاصيل حياة الراهبات اللواتي
تركن العالم ونذرن انفسهن للرب .
دير
الينبوع اول دير أرثوذكسي أردني معترف به على خريطة السياحة الدينية كمعلم
سياحي يتجه نحوه من يطلب الرياضة الروحية والصلاة والهدوء .
أُفتتح
الدير رسميا وانطلقت منه حياة الرهبانية في أيّار عام 2005 على أرض مساحتها
عشرون دونما تملكها البطريركية الأرثوذكسية، وذلك في عهد مثلث الرحمات البطريرك
ذيوذوروس حيث وضع حجر الأساس لكنيسة الدير في نيسان 1999، وبنى الدير
المطران خريستوفوروس عطالله وهو الرئيس الروحي، ويقول إن تأسيس الدير جاء بعد مرور
اكثر من 600 سنة على غياب الحياة الرهبانية في الأردن.
إفتتح
الدير صاحب الغبطة البطريرك ايرينيوس عام 2005 وتم تلبيس ثلاث راهبات والإعلان عن
بدء حياة الرهبانية في الأردن . ويشهد الدير إقبالا من قبل الفتيات للتوجه نحو
الرهبنة حيث تقيم في الدير حاليا ست راهبات بما فيهن رئيسة الدير.
سبب
تسمية الدير بـ"ينبوع الحياة" يعود إلى ينبوع الماء المحيي والشافي الذي
كان في القسطنطينية، ويحتوي الدير على الأيقونة الجسمانية، أي صورة العذراء
الأورشليمية الموجودة في القدس والتي لم ترسم بيد لتكون بركة للدير ولكافّة
المؤمنين.
يتجه
الزائر نحو كنيسة الدير الرئيسية للصلاة حيث يشترط احتشام اللباس، كالتنانير
الطويلة للنساء، ويستطيع زائر الكنيسة مشاهدة أيقونات نادرة للسيدة العذراء،
ومكتبة الدير التي تحتوي على كتب للصلوات وتحف وبخور وأيقونات، وكذلك منتجات يتم
صناعتها في الدير من قبل الراهبات.
ومن
المشاهد النادرة الذي يمكن للزائر ان يراها في ارض الدير الممتدة هي نبتة
الخرز التي تتواجد في دير السيدة العذراء واسمها دموع العذراء وتصنعُ الراهبات
منها مسابح وميداليات، يمكن للسياح شراؤها مثل تذكارات من المكان.
يضم
الدير مبنى للراهبات وقاعة للمؤتمرات ومكتبة، وكذلك مشاغل للعمل اليدوي وإعداد
الشمع والبخور والتطريز الكنسي ورسم الأيقونات، وهناك أيضاً بئر لتجميع المياه.
وتمضي
الراهبات يومهن بمهام موزعة عليهن من رئيسة الدير الذي يُنادى عليها
بـ"الأم" فيما يُنادى على الراهبات بـ "الأخوات" ويتفرغن
للعمل والصلوات والقراءة الروحية، حسب قانون الأب الروحي لكل راهبة.
يضم
الدير قاعة لاستقبال المؤمنين الذين يرغبون في الاشتراك في الخدمة الإلهية اليومية
وممارسة الرياضة الروحية وتذوق الحياة الرهبانية الأسبوعية حيث يتم التنسيق
والترتيب مع رئيسة الدير حول اي نشاط مثل العمّاد او جناز للراقدين إضافة إلى
صلوات وابتهالات ليلية.
تُقام
احتفالات دينية رئيسية في الدير وهي عيد الدير ويصادف في اول جمعة بعد الفصح
المجيد، حيث يقام قداس احتفالي في الكنيسة وعظة ويتم توزيع بيض عيد الفصح وإقامة
إفطار في الدير بمائدة المحبة لكل المشاركين في القداس الاحتفالي من المؤمنين،
وكذلك خدمة عيد الشعانين في كل عام، إضافة إلى يوم الجمعة العظيم، وغيره من
الاحتفالات الدينية.