رحلة الحج إلى المواقع المقدسة في الأردن تجربة روحانية مليئة بالقداسة واستعادة التاريخ في بلاد تعمّد فيها يسوع المسيح وكانت من بعده الأرض المقدسة التي تتطلع قلوب المسيحيين لزيارتها.

الكتاب المقدس والحفريات الأثرية ودراسات علماء التاريخ والآثار أكدت أنّ موقع "المغطس" في وادي الخرار قريباً من نهر الأردن هو المكان المؤكد الذي تعمّدَ فيه يسوع المسيح، وقد أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي في 2015.

 يجد المسيحيون في رحلة الحج الحقائق المكتوبة في الكتاب المقدس ويعيشون مشاعر الايمان الحقيقية والصافية، لأنّ المعنى الحقيقي للحج هو الاستعداد الروحي للتوبة.

عندما  قبل و اقبل السيد يسوع المسيح  ان يعتمد من يوحنا المعمدان في مياه نهر  الاردن  تحقق كلام الله لنبيه  (وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّـدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ" (يو 1: 31، 33) حدثٌ خلاصيٌ بامتياز  على الارض  وتجلى هذا الحدث من السماء  عندما انفخت مويده هذا  الحدث  اي حدث عماد السيد المسيح  على هذه الأرض المباركه و شهودها  للظهور الأولى للثالوث القدووَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ»." (لو 3: 22).

بحثا عن هذه القداسة العظيمة يتوجه السائح إلى المغطس عبر وسائل نقل مختلفة، وتتقاضى السلطات السياحية نحو 19 دولاراً من السائح الأجنبي و5 دولارات من السائح العربي.

رحلة الحج هي اتّكال على قوة الرب، ومراحله

تستغرق حوالي ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، حيث يصل السائح إلى ساحة اصطفاف، ثمّ تبدأ رحلة الحج سيرا على الأقدام ومن لا يستطع السير هناك سيارات كهربائية للوصول إلى موقع المعمودية في وادي الخرار والأماكن المقدسة الأخرى، مثل مغارة صعود النبي ايليا إلى السماء وهو قوس واضح وشاهد حقيقي على الحدث.

 يزور السائح أيضا كنيسة يوحنا المعمدان ومغارته، وقصر البنت الذي عاشت فيه القديسة مريم المصرية مدة 47 عاماً وهي تتنسك بالعباده والصوم  لتبقي قريبة من الله، بعد ذلك يتابع السيّاح السير إلى موقع معمودية المسيح للصلاة والتبرّك بالماء المقدس في المغطس.

يشعر السائح بروحانية المكان حيث روح الله وهدوء الطبيعة الجميلة والنباتات البرية التي كان القديسون والنسّاك يعيشون عليها، وفي المشهد جريان نهر الأردن، ويختتم الحج بشراء التحف التذكارية والماء المقدس والشموع والكثير من الهدايا التي تعبر عن قدسية المكان .

 في المغطس العديد من كنائس الروم الارثوذكس( ام الكنائس ) و  اللاتين والروم الكاثوليك  والأقباط والأرمن اللوثريين و الموارنه، وهناك دير للروم الارثوذكس ويتوفر فيها غرف للإقامة.

يستقبل موقع المغطس الزوار في الصيف حتى  السادسة مساء وفي الشتاء حتى الساعة  الرابعة والنصف، وسط سهولة في الإجراءات وترحيب وضيافة أردنية استثنائية