قليلة هي الأماكن في العالم التي يجد فيها الإنسان التاريخ والقداسة  والإيمان العميق بالرب، ونادرة جدا هي الأماكن التي تحتفظ بذاكرتها ورائحتها وروحانيتها.  الأردن يحتوي مكانا وحيدا وفريدا ونادراً في العالم، شَهِد حدثاً يشكل جزءا مهما وأساسيا في العقيدة المسيحية.

إلى الشرق من نهر الأردن المذكور في الكتاب المقدس في قرية بيت عنيا يقع المغطس في وادي الخرار، ويبعد عن العاصمة عمّان 50 كيلومترا (31 ميلاً) تقريباً. هذا هو المكان الذي تعمَّد فيه المسيح على يد يوحنا المعمدان قبل أكثر من ألفي عام.

الكتاب المقدس والأدلة التاريخية والأثرية أظهرت بوضوح أن المغطس هو المكان الذي تعمَّد فيه المسيح، وأصبح الآن نقطة جذب روحية لملايين المسيحيين طوال العام.

الحج المسيحي في الشهر الاول من كل عام، ويقام احتفال ديني مهيب بهذا الحدث البارز من كل الطوائف الرومية الاورثوذكسية والكاثوليكية والكنائس الأخرى التابعة لمجلس روساء الكنائس بالأردن.

من موقع المغطس يمكن مشاهدة البحر الميت أكثر نقطة منخفضة في الأرض، ويُمكن مشاهدة القدس وأريحا في الضفة الغربية لنهر الأردن، حيث شهدت المنطقة زيارات صاحب الغبطة بطريرك القدس ثيوفيلوس وكذلك كل من  البابا يوحنا والبابا بيندكتوس  والبابا فرنسيس الأساقفة الغربيين خلال الأعوام الماضية.

من الحظ أن المغطس يقع في بلد مشهور بالضيافة والتقاليد العربية الأصيلة، ولديه بنية تحتية للسياحة، والأهم أنه يتمتع بالأمن والاستقرار والتعايش بين الأديان.

الوصول إلى المغطس سهل جدا بالسيارات والحافلات وأسعار النقل في الأردن أكثر من ممتازة، كما أن وسائل المواصلات حديثة وتخضع لرقابة السلطات ولمعايير الخدمة عالية المستوى.

يحتوي موقع المغطس على مركز للزوار ومتاجر للتحف والهدايا ومهبط طائرات ومواقف للسيارات، ويستطيع الحجاج والزوّار التنقل بسهولة.

إضافة إلى أن زيارة المغطس لا تقتصر على توقيت الحج المسيحي فقط فالمكان المقدس مفتوح طوال العام ويوفر تجربة روحية للتأمّل والايمان العميق بالرب، كما يُقام فيه عُمّاد أطفال، وطقوس دينية أخرى.

أهلا بكم في الأردن في رحلة حج روحية تزورون خلالها المغطس وتستعيدون اللحظات الإيمانية في معمودية المسيح، وأهلاً بكم في بلد آمن ومضياف ومحب للسلام.

تذكروا عندما تخططون لزيارة للحج المسيحي في كانون الثاني 2024 أو في أي شهر أنكم ستشاهدون مكاناً ليس له مثيل في العالم، وستعيشون تجربة روحية مختلفة وجديدة، ودائماً ستجدون أردنيين يرحبون بكم ويساعدونكم، ويتشاركون معكم لحظاتكم الإيمانية.